وفي الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة، تنبض هذه الرؤية بالحياة كل يوم من خلال برامجنا التعليمية غير الرسمية التي تجمع مجموعات متنوعة من صغار السن من الأطفال والشباب معًا ليتعلموا وينموا ويقودوا.
اليوم نسلط الضوء على برنامجين من برامج الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة: برنامج صنّاع التغيير في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات(STEM) ، وبرنامج التصفح الذكي 2.0، اللذان يعملان معًا على تجهيز الفتيات والشابات ليس لتعلّم العلوم والتكنولوجيا فحسب، بل أيضًا للقيادة كمبتكرات، وحلّالات للمشاكل، وصانعات للتغيير؛ ليشكّلن العالم من حولهن. ففي حين يُثير برنامج صنّاع التغيير في مجال STEM الفضول والتعلّم العملي في العلوم والتكنولوجيا، يزوّد برنامج التصفح الذكي 2.0 الفتيات والشابات بالثقة الرقمية لحمل هذا الفضول بأمان إلى العالم الرقمي.
العلوم: فضول يقود التغيير

بالنسبة للجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة، فإن تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) يتجاوز حدود الصفوف الدراسية. إذ يجمع برنامج صنّاع التغيير في مجالSTEM بين ثلاثة عناصر تعزز بعضها البعض وهي: جلسات أنشطة STEM التفاعلية التي تجعل المفاهيم المعقدة سهلة وممتعة وجذابة، وتحدي STEM التعاوني الذي يُلهم الإبداع والعمل الجماعي، ومهمة "اتخذوا إجراء" التي تشجع الفتيات والشابات على استخدام ما تعلمنه لإحداث فرق في مجتمعاتهن.
ومن خلال ربط العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بالمناصرة والقيادة، يضمن البرنامج أن الفتيات والشابات لا يرون أنفسهن مجرد متعلماتٍ للعلوم فحسب، بل كمبتكراتٍ وصانعاتِ قرارٍ وقائداتٍ عالمياتٍ في المستقبل.
ويكمل ذلك الأمر برنامج التصفح الذكي 2.0 الذي يهدف إلى توسيع مفهوم العلوم والتكنولوجيا ليشمل محو الأمية الرقمية والتفكير النقدي حول عالم الإنترنت. فاليوم، لا يقتصر مجال STEM على التجارب والمعادلات، بل يشمل أيضًا فهم كيفية تشكيل الخوارزميات والبيانات والذكاء الاصطناعي لحياتنا. ومن خلال تعلم كشف المعلومات المضللة، وحماية خصوصيتهن، واستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، تُنمّي الفتيات والشابات نفس الفضول والتفكير النقدي الذي يُثيره برنامج صنّاع التغيير في مجال STEM.
التكنولوجيا: مهاراتٍ لعالمٍ رقميٍ

تُشكّل التكنولوجيا عنصرًا محوريًا في كيفية تعلّم صغار السن من الأطفال والشباب وتواصلهم ومناصرتهم للتغيير. ففي يوليو 2025، قدّم برنامج صنّاع التغيير في مجال STEM تدريبًا للمدربات الرئيسيات في مركز سانجام العالمي بالهند، حيث اجتمعت قائدات من نيبال وسريلانكا وماليزيا وتايوان لتعلم كيفية تقديم البرنامج على المستوى الوطني مباشرة للفتيات والشابات. وقد مارسن تقنيات التيسير التي تبني مساحات شمولية تتمحور حول الفتاة، ما يضمن أن يكون STEM متاحًا لكل فتاة وشابة.
وكما أظهر تدريب سانجام كيف يمكن للقائدات توسيع أثر برنامج صنّاع التغيير في مجال STEM ليصل مباشرة للفتيات والشابات، يفعل برنامج التصفح الذكي 2.0 الأمر نفسه من خلال توسيع نطاق أثر الثقة والسلامة على شبكة الإنترنت بين آلاف الفتيات عالميًا.
تم تقديم برنامج التصفح الذكي 2.0 بالشراكة مع شركة نورتون، الشركة الرائدة عالميًا في مجال الأمن السيبراني، وقد وصل البرنامج بالفعل إلى 880,000 من الأطفال والشباب حول العالم. وستعمل كتيباته الجديدة القادمة حول محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع حل المشكلات والعمل الجماعي الكائنين في صميم برنامج صنّاع التغيير في مجال STEM، مما يساعد الفتيات والشابات ليس فقط على فهم كيفية عمل الذكاء الاصطناعي، بل أيضًا على فهم كيفية استخدامه بشكل إبداعي ومسؤول وآمن.
ففي حين يُجهز برنامج صنّاع التغيير في مجال STEM المشاركات للتعاون في الوصول إلى حلول واقعية، يضمن برنامج التصفح الذكي 2.0 إمكانية تطبيق المهارات نفسها عبر الإنترنت، سواء في تصميم حملات مناصرة، أو مواجهة المعلومات المضللة، أو التصدي للتحرش والتمييز القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت.
ويُظهر كلا البرنامجين معًا أن التكنولوجيا لا تتعلق فقط بالبرمجة والاتصال، بل تتعلق بمنح الفتيات والشابات المهارات والثقة اللازمة لتشكيل العالم الرقمي بشروطهن الخاصة.
الابتكار: ابتكار حلول للمستقبل

يكمن الابتكار في قلب كلا البرنامجين. ويستند برنامج صنّاع التغيير في مجالSTEM على وجه الخصوص على الإيمان بأن مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لا يقتصر على المعادلات والتجارب فحسب، بل يعمل على إيجاد حلول لتحديات العالم الحقيقي.
ومن خلال مرحلتي "التمكين" و"الاستكشاف" في برنامج صنّاع التغيير في مجالSTEM ، عززت المشاركات مهارات التفكير النقدي والعمل الجماعي والإبداع قبل وضع هذه المهارات موضع التنفيذ في تحدي الابتكار في مجال STEM. وباستخدام التفكير التصميمي، طوّرن حلولًا عملية تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، بدءًا من حماية البيئة إلى رفاهية المجتمع. وتُظهر مشاريعهن كيف يمكن أن يكون STEM أداة للتغيير الاجتماعي بقدر ما هو أداة للاكتشاف العلمي.
وفي الوقت نفسه، يعمل برنامج التصفح الذكي 2.0 على توسيع روح الابتكار هذه إلى العالم الرقمي. ومن خلال كتيباته الجديدة لمحو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي، سيساعد البرنامج الفتيات والشابات على فهم كيفية الاستفادة القصوى من أدوات الذكاء الاصطناعي مع البقاء في أمان على الإنترنت. ففي الفترة ما بين أبريل 2024 ومارس 2025 فقط، وصل برنامج التصفح الذكي 2.0 إلى أكثر من 219,000 فتاة وشابة، ومنحهن مهارات عملية للازدهار في العصر الرقمي. ويدعم البرنامج، المتاح مجانًا عبر منصة نيران المخيم Campfire التابعة للجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة، أيضًا الفتيات والشابات في تصميم حملات المناصرة الخاصة بهن حول قضايا مثل التحرش عبر الإنترنت، والخصوصية، والتمييز الرقمي القائم على النوع الاجتماعي.
النظر إلى المستقبل
يعكس برنامجي صنّاع التغيير في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتصفح الذكي 2.0 معًا، نهج الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة الشمولي المتمثل في: تزويد الفتيات والشابات بالثقة لتجربة العلوم، وبالمهارات الرقمية للازدهار في عالم متصل ببعضه البعض، وبالقيادة لتحويل الأفكار إلى إجراءات. وسواء كنّ يخترعن حلولًا قائمة على مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أو يُعِدن تصوّر الإنترنت، تُثبت المرشدات وفتيات الكشافة أن الابتكار ليس مجرد أدوات وتقنيات، بل هو رؤية لبناء عالم أفضل.
وفي هذا اليوم الدولي للعلم والتكنولوجيا والابتكار لبلدان الجنوب ، نحتفل بجميع الفتيات والشابات اللواتي يقمن بحل المشكلات، وبإعادة تصور مجتمعاتهن، ويقدننا جميعًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا وشمولية.