تم تقديم برنامج حرة لأكون أنا مؤخرًا كتجربة رائدة في مدرسة EBS الثانوية، وهي جزء من منظومة جامعة إدارة الأعمال الإستونية. وقد كشفت الجلسات عن الحاجة الماسة للتعليم حول صورة الجسد والوعي الإعلامي بين الطلاب الإستونيين، إضافةً إلى توفير رؤى قيّمة لتكييف مواد البرنامج مع السياق المحلي.
على البحث العلمي

تم تيسير البرنامج التجريبي من قِبَل الأستاذة مهروبة حق، باحثة دكتوراه متخصصة في صورة الجسد لدى الفتيات في مرحلة المراهقة المبكرة. وبفضل خبرتها الأكاديمية التي جلبتها مباشرة إلى قاعة الدراسة، وجّهت الطلاب من خلال المفاهيم الأساسية لبرنامج حرة لأكون أنا — مثل تحدي ضغوط المظهر، والتعرف على "حديث الجسد" الضار، وبناء الثقة في ذواتهم المُتفرّدة.
قالت حق: "إن هؤلاء الطلاب بحاجة ماسة وعاجلة إلى تلقّي التعليم في مجال الوعي الإعلامي. كما أنهم بحاجة أيضًا إلى معرفة ماهية حديث الجسد وكيفية التعامل معه بشكل بنّاء. أشعر بقوة أن هذا النوع من التعليم ينبغي أن يكون إلزاميًا — فهو مفقود في المدارس."
الأثر على الطلاب

خلال الجلسات، ألهم النهج التفاعلي لبرنامج "حرة لأكون أنا" الطلاب ليشاركوا مشاركة حقيقية. وكانت استجابتهم أفضل عندما تم تقديم البرنامج من خلال صيغ نقاشية ذات صلة بثقافتهم، بدلاً من الاعتماد على تمثيل الأدوار التقليدي. وفي الحوارات المفتوحة، تأمل الطلاب في تجاربهم اليومية مع ضغوط المظهر، وتعاملوا مع وجهات نظر بعضهم البعض، والتي كانت في بعض الأحيان مختلفة جدًا عن بعضها البعض، باعتبارها فرصًا للتعلم.
وأفادت حق: "كنت أريد حقًا أن أخلق مساحة مفتوحة وآمنة، وأعتقد أنني نجحت في ذلك. فقد انفتح الطلاب وشرحوا مشاعرهم، وتعاملوا مع ردود الأفعال غير المتوقعة باعتبارها فرص تعلمٍ قيّمة."
تكييف برنامج حرة لأكون أنا ليُناسب إستونيا

إن إحدى أبرز نقاط القوة في برنامج حرة لأكون هي مرونته، وقد أظهر المشروع التجريبي في إستونيا أهمية التكييف الثقافي. إذ تفاعل الطلاب بشكل أكبر عندما عكست المناقشات واقع وسائل الإعلام الحديثة مثل مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الإعلانات التقليدية. كما أبدوا اهتمامًا وفضولاً بالممارسات التسويقية الشاملة، والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بتعليمهم الذي يركز على إدارة الأعمال. وفي الوقت ذاته، أثبتت النقاشات ضمن مجموعات صغيرة فعاليتها الكبيرة مقارنةً بتمثيل الأدوار، بينما برزت الحاجة إلى مواد خاصة بكل إقليم وذات صلة بالسياق والثقافة المحلية كأولوية واضحة لتحقيق أثر طويل المدى.
بناء قاعدة للتوسع
أكد المشروع التجريبي أن طلاب المدارس الثانوية في إستونيا مستعدون وراغبون بشدة في الانخراط في مجال تعليم الثقة الجسدية عندما يتم تكييفه مع واقعهم الثقافي. ومن خلال ربط الثقة الجسدية بالتنمية الشخصية والمستقبل المهني، قدّم برنامج حرة لأكون أنا تجربة تعليمية آمنة وتمكينية.
وسلّطت حق الضوء على الأثر الأوسع قائلة: "أرى إمكانات كبيرة لهذا المنهج في إستونيا. فالبرنامج يعالج فجوة حرجة في التعليم — إذ لا يدرك الطلاب مفهوم حديث الجسد أو تأثيره الضار، وغالبًا ما ينخرطون فيه دون وعي."