جويس جيلداس، فتيات كشافة مدغشقر
أنا جويس جيلداس، من مدغشقر. أنا عضو في فتيات كشافة مدغشقر منذ 10 سنوات. عندما يراني الآخرون، فإنهم كثيرًا ما يقولون إني محظوظة لأني فتاة سعيدة، ولأنهم لا يجدوني أبدًا حزينة أو غاضبة. إلا أنهم لا يعلمون أن وراء كل وجهٍ باسمٍ جانب مظلم من حياة الشخص. لقد انفصل والداي وأنا في العام الأول من عمري، ونتيجة لذلك، فقد أصبحت طفلة منعزلة. وكنت أذهب إلى المدرسة مثل غيري من الأطفال، ولكني كنت بلا هوايات أو أصدقاء. وكان الأمر مجرد التوجه من المنزل إلى المدرسة ثم العودة إلى المنزل مرة أخرى.
قبل أن أصبح مرشدة، كنت فتاة خجولة لا تجيد بدء المحادثات، وكنت أخشى كثيرًا من آراء الآخرين في شخصي. منذ انضمامي للمرشدات في عام 2009، اشتركت في دورات تدريبية مختلفة أقوم بتطبيق ما تعلمته منها كل يوم. من الدورات التدريبية التي غيّرت شخصيتي "حرة لأكون أنا". من خلال المشاركة في هذه الدورة التدريبية، تعرفت على ذاتي بشكلٍ أكبر، وتعلمت كيف أظهر من أنا وكيف أشارك برأيي مع الآخرين.
كما اشتركت أيضًا في الأنشطة المختلفة التي نظمتها الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة، والتي حسنَّت من مهاراتي القيادية. والآن أنا قائدة شابة وأشعر بأني في حالة جيدة لأني أستطيع استخدام صوتي ليس فقط فيما يخصني، ولكن أيضًا لغيري من الشابات. فالإرشاد للفتيات هو منصة منحتني إمكانية تغيير العالم من خلال استحداث مستقبلٍ أفضل للفتيات. باستخدام هذه المنصة، أستطيع تثقيف الآخرين فيما يخص حقوق الفتيات وأن أساعد الفتيات للإفصاح والتعبير عن ذاتهن، وتغيير مصيرهن. يمنحني الإرشاد للفتيات الفرصة للمناصرة من أجل المساواة بين الجنسين. تقدم هذه المنصة لكل فتاة المساحة لكي تصبح عاملاً للتغيير لأنه معًا، شيئًا فشيء، نحن نستحدث مستقبلاً أفضل للعالم.
لقد ساهم الإرشاد للفتيات كثيرًا في تطوّري. وقد علمتني هذه المنصة أن أتحلى بالثقة وساعدتني في الحديث العلني من أجل حقوق الفتيات. "طالما كان للمرشدات وجود، يصبح من الممكن تأمين مستقبلٍ أفضل للفتيات."
ميكايلا لاجوريا، جمعية مرشدات الأرجنتين
أنا ميكايلا، من بوينس آيرس، الأرجنتين، وأبلغ من العمر 30 عامًا. أنا مرشدة منذ كان عمري10 سنوات. وقد سنحت لي الفرصة لكي أكون متطوعة مقيمة في مركز نزل السلام العالمي (Pax Lodge World Centre)، وفي منظمتي العضو، أنا جزء من لجنة قيادة البرامج. كما أني قائدة في كشافة الزهرات المحلية.
دائمًا ما أقول إني لو لم أكن مرشدة، لكنت شخصًا آخر غير ما أنا عليه الآن، وذلك لأن الإرشاد قد ساعدني كثيرًا. فقد مكنني الإرشاد من أن أصبح مستقلة، ونمّا لدي الإصرار على اتخاذ القرار ومنحني الفرصة لكي أصبح مسؤولة وأن أقوم بتنظيم فعاليات كبيرة. وقد أراني الإرشاد أني أستطيع القيام بكل ذلك. من أحلامي أن أعمل لدى الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة. فالعمل المثالي هو العمل في مجال تحبه بالفعل.
دائمًا ما أقول إن الإرشاد قد منحني الفرصة لكي أعرف المزيد عن الثقافات الأخرى وأن أجرب مواقف حياتية أعطتني القوة والشجاعة للقيام بأمورٍ أخرى. أنا أشارك في برنامج دوڤ "حرة لأكون أنا"، كما إني قائدة للمرشدات منذ 12 عام وقد وجدت أن "حرة لأكون أنا" هو البرنامج الأكثر تفضيلاً بالنسبة للمرشدات. فيمكن رؤية كيفية تفاعلهن مع البرنامج وكيف أنهن يروّن الأمور بشكلٍ مختلف بعد المشاركة فيه. في مجتمعي، نحن نعمل مع أولياء الأمور وندعو أصدقاء المرشدات ليصبحوا جزءًا من البرنامج. أعتقد أن هذا البرنامج قد يساعد كافة الفتيات والشابات في كل ما يرغبن القيام به وقد يكون له أفضل النتائج فيما يرغبن تحقيقه.
صوفي نيلسون، مرشدات المملكة المتحدة
عندما كنت في السادسة عشر من العمر، أتيحت لي فرصة التقدم لكي أصبح مناصرة لإرشاد الفتيات من خلال جمعية مرشدات المملكة المتحدة، وأتذكر أني كنت أفكر في ضرورة القيام بذلك، حيث إنه لا يوجد أمر آخر يمكن أن يجمع كل ما أحب القيام به أكثر من هذا الدور. بمرور الوقت بعد أن أصبحت مناصرة، أدركت أن المشاركة في الحملات والحديث العلني عن قضايا الفتيات هي من الأمور التي أرغب كثيرًا في الاستمرار فيها.
في عام 2017، شاركت واحدة من مناصرات إرشاد الفتيات بقصة إخبارية عن كيف أن فتاة واحدة من كل عشر فتيات في المملكة المتحدة تعاني من الفقر المتعلق بتكاليف المنتجات الخاصة بالدورة الشهرية وأنهن لا يذهبن إلى المدرسة نتيجة لذلك. وقد كان لهذه المشكلة آثرًا بالغًا على تعليمهن وعلى ثقتهن بالنفس وعلى كيفية تعاملهن مع حياتهن بصفة شهرية. عندئذ رأينا أنها فرصة رائعة لنا كشابات أن نقوم بزيادة التوعية بهذه المشكلة وأن نلفت انتباه الحكومة لها. وقد شاركت في وقفة اعتراضية أمام مقر الحكومة في داونينج ستريت للمناشدة بإلغاء الضرائب المفروضة على الفوط الصحية وتوفير منتجات مجانية خاصة بالدورة الشهرية في المدارس.
ثم في عام 2018، أدركت أن هناك انقسام بين الشابات والحملة. فقد كانت هناك وصمة فيما يتعلق بكيفية تعامل الشابات مع الفقر المتعلق بتكاليف المنتجات الخاصة بالدورة الشهرية، وكيفية شعور الشابات فيما يخص الدورة الشهرية. وقد سألت قائدة الإرشاد عن مدى إمكانية قيامي بجلسة عن الفقر المتعلق بالدورة الشهرية وذلك لشعوري بالقلق من أن الفتيات غير مثقفات بشكلٍ كافٍ فيما يخص الدورة الشهرية، وأن هناك الكثير من الوصم الذي يجب التخلص منه. وقد اتسمت الجلسة بالتوتر التام، وساد الشعور بالخزي في الغرفة، ولم ترغب الحاضرات في الإفصاح عن آرائهن أثناء حديثي في هذا الموضوع. فماذا يعكس ذلك عن شعورنا كنساء بالدورة الشهرية ومدى ثقافتنا فيما يخصها؟
في العام ذاته، قمت بعرض تقديمي في مؤتمر المدرسات في إيرلندا الشمالية، ومرة أخرى واجهت الكثير من الآراء التقليدية عن الدورة الشهرية. أتذكر أني وضعت صورة على الشاشة أثناء تقديم العرض، وقلت إنه من الأمور التي تثير استيائي قيام شركات منتجات الدورة الشهرية عند تقديم الإعلانات باستخدام مادة زرقاء بدلاً من الدم. عندئذ وقفت إحدى النساء قائلة، "أعتقد أن هذا أمر مثير للقرف، وإنه من المخزي أنك تقومين بالترويج لذلك." فقلت لها، "الواقع أنه من المهم أن ترى الشابات الحقائق فيما يخص هذا الأمر، لأنه دون ذلك، كثيرًا ما تكون هناك عواقب ضارة على صحتهن وكيفية شعورهن بذاتهن وكيفية تفاعلهن عند حدوث الدورة الشهرية." لقد كانت هذه الواقعة كاشفة بالنسبة لي، فقد أدركت إلى أي مدى يتمسك الأشخاص حتى الآن بالمفاهيم التقليدية المتعلقة بالدورة الشهرية وما يصاحبها من نزف.
بدءًا من سبتمبر 2021، تستطيع كافة طالبات المدارس الوصول إلى منتجات خاصة بالدورة الشهرية بالمجان. وهذا أمر أرى أنه كان لمرشدات المملكة المتحدة دورًا في تحقيقه، وأعتبره نجاحًا كبيرًا أننا استطعنا تسليط الضوء على هذه القضية والقيام بحملات فيما يخصها، وأتمنى أنها تكون قد ساعدت الكثير من الشابات في المملكة المتحدة.
مونيك سانتوڤيتو، مرشدات أستراليا
بدأت رحلتي في الإرشاد منذ كنت في الخامسة من العمر، وسأكمل عامي التاسع عشر هذا العام. من خلال الإرشاد للفتيات، قمت بمشروع كبير بالمدرسة، والذي كان جزءًا من جائزة الملكة للإرشاد. فقد قمت بتشكيل مجموعة للصحة الذهنية أنا قائدتها. من خلال هذه المجموعة، نقوم بعقد ثلاث فعاليات كل عام؛ يوم لمكافحة التنمر، وأسبوع للرفاه، ثم يوم "هل أنت على ما يرام؟" وهو حركة لمكافحة الانتحار هنا في أستراليا. نحن نركز على نشر التوعية بالصحة الذهنية، وضمان دراية الأشخاص بأماكن الحصول على المساعدة، والحالات التي يتم تصنيفها بالفعل كأمراض ذهنية. أعتقد أن هناك الكثير من الوصم حول الصحة الذهنية، فالكثيرون لا يدركون مدى صعوبة هذه الحالات خاصةً في العصر الاجتماعي الذي نعيشه مع كل هذه المنصات الإعلامية المختلفة، فيصبح من السهل تكوين الأفكار الخاطئة عن ماهية المرض الذهني.
أعتقد أن أهم شيء أرغب في توصيله للفتيات هو أنه بغض النظر عما تمرون به وبغض النظر عن صِغَر أو كِبَر حجم مشكلاتكن، المساعدة متاحة دائمًا. الخطوة الأكبر هي التواصل أولاً. التواصل مع أي شخص؛ مع أحد الوالدين، أو مع الأخ أو الأخت، أو مع قائدة المرشدات، أو مع المدرسة.