التوجه (32) – مجموعة قصص عن الشابات في مجال الحوكمة

قام ببحث هذه القصص وكتابتها الفريق البحثي للشابات التابع لنا، وهي تضم أمثلة إيجابية على مستوى الحركة عن شابات أحرزن التقدم في مناصب متعلقة بصناعة القرار على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.

قصة شاماثيا

في عام 2018، انتُخِبت شاماثيا فرناندو لأول مرة لتصبح عضوًا بالمجلس العالمي للجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة وكانت في الخامسة والعشرين من العمر فقط.

WB Nominee -  SLGGA - Chamathya Fernando.jpg

وقد كان تعيينها نتيجة لشغرٍ مفاجئٍ في المجلس ناتج عن استقالة، وعن مجلس جاهز لاتخاذ القرار بعد أن أصبحت قيادة الشابات أولوية استراتيجية جديدة. وقد اختار المجلس أن تقتصر هذه الفرصة على الشابات على وجه الخصوص.

كانت شاماثيا مع الحركة لأكثر من 20 عامًا، بعد أن انضمت لأول مرة للجمعية السيريلانكية للمرشدات كصديقة صغيرة في الثامنة من العمر. وقد حصلت على فرصتها الأولى في صناعة القرار أثناء سعيها للحصول على جائزة "إرشاد الرؤساء" في عام 2010، وهي أعلى جائزة يمكن الحصول عليها في الجمعية السيريلانكية للمرشدات.

وتقول شاماثيا، "لمشروعي في جائزة إرشاد الرؤساء، قمت بعقد معسكرات صحية وقدمت نظارات للقراءة وأدوية للمجتمعات ذات الدخول المنخفضة. وقد ساعدني ذلك في تعلم الكثير من المهارات الجديدة، وذلك لأنه سواء كان الأمر متعلق بجمع التبرعات أو التواصل مع أصحاب المصالح المعنيين أو إعداد الموازنات، فأنتِ في الأساس صانعة القرار في مشروعك الخاص."

تعرضت شاماثيا لعمليات صناعة القرار على المستوى الوطني عندما أصبحت عضوًا باللجنة الوطنية التنفيذية للشباب، ثم العضو المؤسس والمنسق لحملة "أوقفوا العنف" التابعة للجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة بسريلانكا، مع فريق مكوّن من 65 من الشابات على مستوى الدولة. بعد ذلك، أتيحت لها فرصة نقل حملة "أوقفوا العنف" إلى دولة بنجلاديش، عندما عملت في مشروع التواصل من منظمة عضو لأخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقد عرضت هذه التجربة الإقليمية شاماثيا لثقافات مختلفة ومكنتها من الفهم بشكلٍ أفضل السياقات المختلفة للدول. وقد توسعت هذه الذهنية العالمية بشكلٍ أكبر عندما سنحت لها الفرصة، في عامها التاسع عشر لكي تصبح، ضمن شابات أخريات على مستوى الحركة، ممثلة لشباب الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، وهي الجهاز العالمي الرئيسي بين الحكومات المكرس لتعزيز المساواة بين الجنسين.

وترجع شاماثيا جزء كبير من نجاحها إلى الدعم الذي نالته من قائداتها وما قدمن من قدوة.

"منذ أن كنت صديقة صغيرة للمرشدات، حتى الترشح للمجلس العالمي، منحتني قائداتي المساحة لتصميم المشروعات وتطويرها وتنفيذها، كما قدمن لي النقد والإرشاد البنّاء أو المساعدة في الوقت المناسب.

"هذا النوع من الدعم مهم للغاية عندما تبدأ الشابات خطواتهن الصاعدة الأولى في منظماتهن الأعضاء، فهو ما يساعدهن في تخطي البيروقراطية والعمليات التي كثيرًا ما تكون معيقة للإبداع والأفكار التي تدفعنا."

مع الكثير من الخبرة والدعم خلفها، شعرت شاماثيا باستعدادها لخوض تحدي الخدمة في المجلس العالمي، ولكنها تعترف الآن أنه عندما بدأت خطواتها الأولى في هذا الدور، كانت تتطلع للتعلم من شابات أخريات.

"في ذلك الوقت، كنت المرأة الوحيدة تحت سن الثلاثين في المجلس العالمي. ولم يكن لدي أقران مباشرين أستطيع التعلم منهم، ولذلك، وبطرقٍ عديدة، كان عليّ حفر مساري الخاص."

تلقت شاماثيا التوجيه من رئيس المجلس العالمي في ذلك الوقت، آنا ماريا ميديروس جاديا، والتي ساعدتها في تولي زمام المسؤوليات والتحديات المصاحبة للوظيفة. وقد عملتا معًا لضمان تمتعها بالمهارات والمعرفة اللازمة للازدهار. وقد ثبتت أهمية ذلك عند انضمامها في منتصف إعادة هيكلة الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة، ومباشرةً قبل التوجه إلى سلسلة من المؤتمرات الإقليمية الهامة، بعد ذلك جائحة كوفيد-19.

"لم يكن لدي أية خبرة تقليدية في المجلس، ولكني ممتنة لمنحنى التعلم لأن الظروف فرضت أن أتكيّف مع المواقف المختلفة ودفعتني لبذل المزيد من الجهد لفهم كل الأمور من حولي."

كما وجدت شاماثيا أنها استفادت من الكثير من خبرتها على مستوى المجلس. فقد ساعدتها مشاركتها أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والعمليات الأخرى بين الحكومات في التعامل مع مختلف المستندات القانونية، كما استخدمت مهاراتها في التفاوض أثناء الخوض في الاهتمامات المتنوعة على مستوى الحركة. بالإضافة إلى ذلك، فقد وجدت أن الخبرة المهنية التي اكتسبتها في عالم الشركات في مجالات الاستراتيجية والتوحيد القياسي والتسويق والموارد البشرية والمحاسبة، تطبق بشكلٍ جيد على عملها في المجلس.

من النقاط المضيئة لعضوية شاماثيا في المجلس العالمي أنها أصبحت النقطة المحورية للمجلس في المشروع البحثي الرائد M32. من خلال فريق من الباحثات الشابات، سعى البحث لفهم سبب عدم وجود المزيد من الشابات في أدوار الحوكمة – ومن المفترض أن تؤدي نتائج البحث إلى إحداث تحوّل في الحركة.

"من خلال هذا البحث، وجدنا أن الشابات مستعدات لتولي هذه المناصب. نحتاج فقط لمواجهة الحواجز الداخلية التي تعوقهن."

قصة مارتينا

أصبحت مارتينا ميكييلا ريال مرشدة عندما كانت في الثامنة من العمر، وهي الآن عضو بالمجلس الوطني لجمعية مرشدات الأرجنتين.

وقد شعرت مارتينا بالتمكين لصناعة القرارات منذ التحاقها بالحركة.

martina.jpg

تقول مارتينا، "دائمًا ما كنت أجد من يستمع إلى التقدم الشخصي الذي أحرزته وإلى اهتماماتي. أتذكر أني كنت أتخذ القرارات الخاصة بشاراتي وأختار أنشطتي وأعبر عن آرائي.

"عندما كنت في الثالثة عشر من العمر، كنت مشتركة في أحد المخيمات عندما بدأت عاصفة كبيرة، وفقط مع المرشدة الميّسرة، كان عليّ أن أتخذ قرارات من شأنها التأثير على فرعي كله.

"وقد أقنعني هذا الموقف بأهمية اتخاذ القرارات في التوقيت المناسب في كافة المجالات، وتحمل مسؤولية عواقب هذه القرارات، والأخذ في الاعتبار أن هناك عواقب غير مرغوب فيها قد تحدث في حالة عدم اتخاذ هذه القرارات."

بعد ست سنوات من كونها مرشدة ميّسرة، حضرت مارتينا وزميلتها في الوحدة دورة تدريبية حيث استعلما عن مواد التواصل. بعد عدة أيام، تم توصيلهما برئيسة اللجنة الوطنية للاتصالات والتواصل، وقد دعتهما لدعم اللجنة في إعداد خطوط إرشادية للاتصالات. وفي حين أن مارتينا لم تكن لديها خبرة في هذا المجال، إلا أن رغبتها في المساعدة دفعتها لتعلم كيفية استخدام أدوات الرسوم البيانية، وبعدها أصبحت عضوًا في اللجنة لأكثر من عام.

وقد كان تحفز مارتينا وأسلوبها الإيجابي وطاقتها هو ما جعل رئيس اللجنة توصي بها كبديلٍ لها عندما قررت اعتزال منصبها في الجمعية الوطنية التالية.

لم يكن وصول مارتينا إلى المجلس الوطني من الأمور التي خططت لها: "لقد كان من الأمور البعيدة جدًا؛ مسؤولية كبيرة للغاية لم أكن أظن أني مؤهلة لها."

ولكن مع توصية المجلس الوطني، بدأت في التفكير في العرض بشكلٍ جدي.

"كان يجب أن أفكر في الإمكانات التي يراها الآخرون في شخصي وأخيرًا قررت التقدم للمنصب. ومنذ ذلك الحين، وعلى مدار ثمانية أشهر حتى تاريخ انعقاد الجمعية، قدمت لي رئيس اللجنة المعتزلة فترة انتقالية من التوجيه ساعدتني في اكتساب فهم أفضل لنطاق الرئاسة والحوكمة.

"عندما تم انتخابي، وجدت أن هناك مساحة حيث تحترم كافة الآراء ويعار لها اهتمامًا، الأمر الذي أعطاني المزيد من الثقة والتحفيز لأني شعرت بالدعم في كل ما كنت أحتاج القيام به.

"وقد أدركت أيضًا أن بعض الحواجز التي أقمتها لم تكن موجودة سوى في رأسي. فمثلاً كنت أعتقد أن المسافات طويلة للغاية، ولكن الحقيقة هي أن التقنية تسهل التواصل السلس على الرغم من المسافات الطويلة."

منذ توليها المنصب، كان أكبر تحدي يواجه مارتينا هو نقص ثقتها في إمكاناتها الشخصية. إلا أنها تمكنت من التغلب عليه بفضل دعم زميلاتها.

"أنا سعيدة أني قررت الاستماع للأشخاص الذي يرون صفات وإمكانات في شخصي لم أكن أراها. فقد ساعدوا في إزالة بعض مخاوفي ومكّنوني من رؤية نفسي في الدور.

"نتيجة لذلك، شعرت أني أستطيع مواجهة التحدي، وأن أكون استباقية بشكل أكبر، وأن أسمح للآخرين بدعمي وأن أشارك بمخاوفي مع باقي أعضاء المجلس الوطني الذين فتحوا لي أذرعهم ترحيبًا."

قصة چويل

تبلغ چويل فوستا مونسي من العمر 27 عامًا، وهي مرشدة منذ أن كانت في التاسعة من العمر.

نالت چويل فرصتها الأولى في القيادة عندما أصبحت فجأة قائدة وحدة في معسكر إرشادي في عام 2017. ومنذ ذلك الوقت، استمرت في الصعود حتى صارت القائم بأعمال السكرتير الإداري للمجلس الوطني للمرشدات في دولة بنين.

بدأت چويل في تنمية مهاراتها القيادية بالمشاركة في العديد من الدورات التدريبية والبرامج الإقليمية والعالمية المصممة خصيصًا لمساعدة الشابات في تنمية الثقة والاستعداد لأدوار صناعة القرار.

Joelle Benin.jpg

وقد تعلمت كيفية صناعة القرار في مواجهة الأحداث المتغيرة السريعة في الدورة التدريبية الخاصة بالعمل بقيادة الفتيات بشأن التغيّر المناخي. وقد اكتشفت كيف تستطيع إعداد خطط المشروعات واتخاذ القرارات الخاصة بالتطبيق الأمثل لها في ندوة جولييت لوو التابعة للجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة. وقد ساعد هذا البرنامج العالمي چويل في تنمية الثقة بالنفس وتقدير الذات المطلوبين في عملية صناعة القرار.

كما وجدت التدريب الخاص بالاتصالات مفيدًا على وجه الخصوص وذلك لأنه ساعدها في استخدام اللغة لإخراج أفضل ما في الأشخاص وتحقيق النتائج المطلوبة.

بالإضافة إلى التدريب، نالت چويل دعم زميلاتها على مستوى الحركة. يوجد في دولة بنين نظام للتوجيه بحيث تستطيع الشابات التعلم من الزملاء والعكس. الموجِهة الحالية لچويل هي المفوض الرئيسي لدولة بنين – وهي تقدم لها المعرفة الفنية والمساحة التي تحتاجها لصناعة القرار.

وتقول چويل، "إن تقديم فرصة تولي القيادة للأشخاص تعني الإيمان بهم وتشجيعهم على التفوق على ذاتهم والازدهار."

وعلى الرغم من أن چويل كانت تشعر دائمًا بالتقدير، إلا أن الأمر لم يكن دائمًا سهلاً.

"كل مهمة تم ائتماني عليها، مهما صغرت، كانت بمثابة تحدي؛ فما المسؤوليات إلا تحديات. ويكون التكيّف والاندماج دائمًا من الأمور الأصعب في أية مغامرة جديدة.

كما كنت أشعر بأنه يتوجب عليّ أن أثبت لذاتي أني جديرة بشرف المشاركة في المجلس الوطني."

إلا أن چويل استطاعت التغلب على أصعب المواقف من خلال مزيج من الإصرار والديناميكية وربما القليل من العناد أيضًا. وقد تضمنت بعض المشروعات التي تفخر بها چويل اتخاذها لقرارات صعبة.

"عندما تعاني من مشكلة، يجب أن تهدأ وتفكر ثم تعمل على الخروج منها."

وقد كان شغف چويل بالحركة الإرشادية، إلى جانب رغبتها في اكتساب التجارب الجديدة والنمو الشخصي، من الأمور التي حفزتها على التقدم لشغل دورها الحالي في المجلس الوطني. ومنذ انضمامها للمجلس، قامت چويل بمساهمات هائلة في الإرشاد للفتيات في دولة بنين.

كما تساعد چويل الأعضاء الأكبر سنًا في المجلس الوطني في معرفة الشابات وفهمهن، وهي تمكنهم باستخدام التقنيات الحديثة من تخطيط الأنشطة والمبادرات ذات الصلة والأثر. تمثل چويل الدليل على أن الشابات يتمتعن بالمهارات والتحفيز والطاقة المطلوبة لإنجاز المهام!

قصة ساوديا

ساوديا إيدجهيل مرشدة منذ صغرها، وقد انضمت للجنة الإقليمية لنصف الكرة الغربية في عام 2019، بعد نشاط ممتد من خلال جمعية غيانا للمرشدات لأعوامٍ كثيرة.

وقد لعبت ساوديا دورًا هامًا في الاتصالات الثقافية، وهي فعالية تسبق المؤتمرات للشابات في نصف الكرة الغربي، وفي حضور ورش العمل والندوات عن القيادة والحوكمة وصناعة القرار والتواصل. إلا أنها قررت تمثيل اللجنة الإقليمية في أول مؤتمر إقليمي تحضره.

وقد شجعت رئيس الكشافة ونائب رئيس الكشافة ساوديا على التقدم لهذا الدور. ولكن على الرغم من دعمهما وخبرتها داخل منظمتها العضو وكذلك في برنامج "حرة لأكون أنا"، كانت ساوديا مترددة في الانضمام للجنة الإقليمية.

وتقول ساوديا، "شعرت أني مستعدة وفي الوقت ذاته غير مستعدة لتولي المنصب. كنت أظن أني على علم بما يمثله الدور على مستوى عالٍ، ولكن سرعان ما أدركت أن هناك فرق كبير بين فهمي والحقيقة!"

منذ أن انضمت للجنة الإقليمية، أبهرت ساوديا زميلاتها بقدرتها على إنجاز الأمور. وهي فخورة بالعمل الجماعي الذي ساعدها في القيام بالكثير، بما في ذلك استحداث سلسلة من الندوات عبر الويب لنصف الكرة الغربي فيما يتعلق بجائحة كوفيد-19.

تشعر ساوديا أنها استفادت من جهود داخل الحركة لتولي المزيد من الشابات المناصب الخاصة بصناعة القرار. على سبيل المثال، أصبح هناك مكان في اللجنة الإقليمية لنصف الكرة الغربي محجوزًا للشابات.

Saudia WH Regional Committee.jpg

إلا أن ليس كل من قابلته ساوديا في رحلتها الخاصة بالقيادة كان مشجعًا كما كانت ترغب.

"عندما كنت شابة، كان هناك بعض الأشخاص الأكبر سنًا المختلفين في طريقتهم، وكانوا في بعض الأحيان يقدمون ملاحظات تترك أثرها على الشباب بشكلٍ سلبي وقد يكون ذلك محبطًا للغاية عند حدوثه."

لقد كان من الصعب في بعض الأحيان تحمل هذه التعليقات، إلا أن ساوديا لم تدعها تؤثر عليها وتعوقها عن التقدم للأمام.

"على الرغم من التعليقات السلبية، والتي كانت محبطة، أؤمن أن الإرشاد قد ساعدني على فهم أن لديّ صوت للتعبير عن ذاتي.

وقد ساعد تولي مناصب صناعة القرار داخل الحركة في حياتي المهنية وفي تعليمي. المهارات التي أستخدمها في وظيفتي الحالية جاءت وتطورت من الإرشاد."

تريد ساوديا الآن أن تنمو وتزدهر الشابات الأخريات داخل الحركة. وهي تؤمن أن لكل منظمة من المنظمات الأعضاء واجب ينبغي أن تقوم به لتشجيع الشابات ودعمهن لتولي الأدوار الخاصة بصناعة القرار.

"من خلال مساعدة الشابات على فهم الفوائد التي تقدمها الحركة، تستطيع المنظمة العضو استحداث بيئة حيث تشعر كل فتاة بأنها الشخص الذي يجب أن تكونه."

قصة كارلا

تتواجد كارلا بو عون في مجال الإرشاد للفتيات منذ أكثر من 20 عامًا، وهي عضو بالجهاز التنفيذي للجمعية اللبنانية للمرشدات.

بدأت رحلة كارلا في القيادة عندما أصبحت مفوضة وهي في الثانية والعشرين من عمرها. وقد أحرزت التقدم السريع بعد أن تولت عددًا من الأدوار المختلفة ونفذت الكثير من الفعاليات الناجحة، ومن ضمنها الدور الذي جعلها مسؤولة عن كافة لوجستيات فرع الإرشاد المحلي الذي تتبعه. وبعد أن تمكنت من هذا الدور، تطلعت كارلا لأن تصبح المسؤولة عن اللوجستيات على المستوى الوطني.

إلا أن المجلس الوطني كان له رأيًّا آخر فيما يخص كارلا وعرض عليها تولي منصب مساعد رئيس المرشدات. وقد وجدت أن العمل على نطاق أوسع بكثير فرصة لا تعوّض وقبلت الدور.

وتقول كارلا، "لقد شعرت في بادئ الأمر بشيء من الارتباك لأني توليت منصبًا أكبر مما كنت أخطط له. وكان التحدي الأكبر الذي واجهني هو كيفية إدارة الوقت والتوفيق بين مسؤولياتي."

إلا أن كارلا نالت الكثير من الدعم من أعضاء الجهاز التنفيذي ومن رئيس الفرع التي ساعدت في تحفيزها وتشجيعها. كما أنها استثمرت الوقت في التعرف على الأشخاص الذين شغلوا منصبها من قبل، وكثيرًا ما كانت تطلب منهم أن يصبحوا موجهين لها.

"لقد لعبت منظمتي أيضًا دورًا هامًا وذلك من خلال تنظيم المعسكرات/الأيام التدريبية بانتظام لتذكير القائدات بالمهارات الناعمة التي يحتجنها للتغلب على المواقف والتحديات الصعبة، والتي تمنحهن الثقة التي يحتجنها لإمكانية التكيّف والتغلب على التحديات التي قد تواجههن."

كما وجدت كارلا أن الندوات والدورات التدريبية الدولية مفيدة للغاية.

Carla Bou Aoun.jpg

"إن إعطاء القادة من الشباب الفرصة للمشاركة في الدورات التدريبية والبرامج العالمية محفز جدًا للشابات، وذلك لأنه يجعلهن يدركن أنهن جزء من الصورة الأكبر وأنهن لسن وحدهن في التحديات التي يواجهن.

"لقد كانت المشاركة في ندوة هيلين ستورو التابعة للجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة إضافة كبيرة. فقد كانت فرصة التعلم من الآخرين والمشاركة بمعرفتي وتجربي الخاصة من الأمور التي وجدتها بناءة للغاية لي كقائدة. كما كانت إمكانية رؤية وفهم كيفية سير الأمور على المستوى العالمي تجربة غنية للغاية بالنسبة لي، وقد شعرت بالمزيد من الثقة في عملي في الفرع عند عودتي إلى لبنان."

ومن خلال دعم زملائها والمعرفة التي اكتسبتها من خلال التدريب، تمكنت كارلا من الازدهار في دورها.

"من أكبر إنجازاتي حتى الآن إمكانية الاستمرار في العمل على مستوى الفرع خلال الجائحة، على الرغم من كافة القيود التي فرضتها.

بوصفي من الشباب، أعتقد أني على وعي كبير بكافة التحديات والاحتياجات المتعلقة بالأعضاء من الشباب."

تأمل كارلا أن يشارك عدد أكبر من الشابات القائدات بقصصهن كما فعلت.

"تجعل قصص النجاح القائدات الشابات يدركن أن أخريات قد نجحن في تولي أدوار متعلقة بصناعة القرار. كما أن إلقاء الضوء على الأثر الإيجابي والدعم الذي حصلن عليه أثناء تواجدهن في هذه الأدوار هو أيضًا مصدر تحفيزي مهم للغاية."

قصة سارة

بعد أكثر من عشرين عامًا في مجال الإرشاد للفتيات، أصبحت سارة عضوًا في اللجنة الإقليمية العربية، وعضوًا في مجلس الاتحاد اللبناني، وعضوًا في المجلس الوطني لجمعيتها المكوِّنة.

"بدأت التفكير في الترشح للجنة الإقليمية قبل الانتخابات مباشرةً. وقد ألهمني في ذلك القائدات العربيات السابقات اللاتي أحرزن التقدم حتى وصلن إلى اللجنة الإقليمية وكنّ نماذج للقدوة الجيدة. ولحسن الحظ، نلت الدعم من جمعيتي المكوِّنة، ومن الاتحاد ومن كافة أعضاء المجلس الوطني.

إلا أن مساري للقيادة بدأ فعليًّا عندما حضرت ندوة چولييت لوو التابعة للجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة والتي انعقدت في عام 2009 في دولة كينيا. فقد جعلتني رؤية العالم كله في مكانٍ واحدٍ أشعر بالشغف والحماس لكوني جزءًا من جمعية عالمية – وقد جعلني هذا الأمر أدرك أني أريد صناعة القرارات على أعلى مستوى ممكن.

Sara Hammoud (002).jpeg

وقد أصبحت ميّسِرة للقيادة مع الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة ونلت فرصة تيسير الجلسات والدورات التدريبية أثناء الندوات والمؤتمرات الإقليمية والبرامج الدولية. وقد أعدتّني هذه الأمور لدور القيادة الذي أتمتع به الآن.

من خلال هذا الدور، تعلمت كيف تعمل الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة كجهاز عالمي للحركة ونلت فرصة التعامل مع أشخاص من ثقافات وبلدان أخرى. وقد ساعدني ذلك في الحصول على دوري في اللجنة الإقليمية للإقليم العربي. وقد ساعدني بشكلٍ إضافي بناء الاتصالات على المستويين الإقليمي والعالمي والتحدث بثلاثة من اللغات الرسمية الأربعة للجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة في بناء ملفي التعريفي كمرشحة.

عندما قررت خوض الانتخابات، لم أكن أعلم بعد ما الذي يجب أن أتوقعه، وما هو متوقع مني كعضو في اللجنة الإقليمية، كما انتابني الفزع من أن أصبح جزءًا من مجلس لا يضم أية شابات. وكنت أسأل نفسي كيف سأتعامل مع هذا الأمر؟ هل سيقبلونني؟ هل سيأخذون آرائي في الاعتبار؟ هل سأنجح في الاندماج؟

ولكن وقد أصبحت الآن في اللجنة الإقليمية، أجد أن وجود خليط من الأعضاء الشباب وغيرهم من ذوي الخبرات هو أمر مثمر للغاية. كما وجدت أن التواصل الجيد هو المفتاح.

أريد أن أقول إن على كافة اللجان الإقليمية البحث بنشاط في أقاليمهم عن الشابات اللاتي يشعرن بالتحفيز ويرغبن في الانخراط والمشاركة، وذلك لأنهن اللاتي سيدخلن كم لا يصدق من الطاقة في العمل الإقليمي.

عندما تجدون شابة متحفزة، ادعموها ومكِّنوها وهي بدورها ستمنحكم أكثر مما تتصورون."

مشاركة هذه الصفحة